“تعمد أو إهمال”.. خامنئي يدعو لتحقيق في انفجار ميناء رجائي
دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، إلى “تحقيق موسع” في انفجار ميناء رجائي بمدينة بندر عباس، جنوبي إيران، قائلاً إنه ينبغي كشف ما إذا كان ناجماً عن “تعمد أو إهمال”، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
واعتبر خامنئي أن الحادث “مدعاة للحزن والقلق”، مضيفاً أنه “يتعين على مسؤوولي الأمن والقضاء إجراء التحقيق الكامل في الحادث”.
وتابع المرشد الإيراني: “ينبغي كشف أي تسيب أو تعمد في هذا الحادث، وإجراء المحاسبة وفقاً للقوانين”.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأحد، بارتفاع ضحايا انفجار ميناء رجائي إلى 40، وإصابة نحو 1241.
بيزشكيان: إخماد الحريق أولوية
وقال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، الأحد، إن الأولوية الآن هي إخماد الحريق الهائل الذي شب في منطقة الحاويات بالميناء ثم تقصي أسباب الانفجار.
وذكر رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران أن جهود إطفاء الحريق الضخم الذي اندلع في ميناء رجائي “مستمرة”، متوقعاً السيطرة الكاملة عليه بحلول فجر الاثنين.
وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في جلسة للبرلمان، الأحد، إن لجنة برلمانية خاصة ستجري تحقيقاً حول أبعاد الحادث.
الهجوم التخريبي “ليس مستبعداً”
في سياق متصل، اعتبر المحلل الإيراني البارز في الشؤون الدفاعية والأمنية بمعهد واشنطن، فرزين نديمي، لقناة “إيران إنترناشيونال”، أن “احتمال وقوع هجوم تخريبي في انفجار ميناء رجائي ليس مستبعداً”.
وأضاف أن نوع النار والدخان يؤكدان أن المادة المنفجرة كانت من مشتقات الصوديوم، موضحاً أن الحاويات لم تكن وسيلة مناسبة لتخزين بيركلورات الصوديوم، لأن الحرارة داخل الحاوية لا يمكن التحكم بها.
وفيما يتعلق بإمكانية الهجوم التخريبي، قال: “لو أراد شخص ما التسبب بتفاعل يؤدي إلى حريق، كان من السهل جداً تفجير هذه الحمولة. ولم يكن يبدو أن هناك تدابير أمنية صارمة في المكان سوى بعض كاميرات المراقبة”.
وأوضح أنّ شخصاً واحداً أو حتى وسيلة طائرة صغيرة يمكن أن يكونا سبب الانفجار. وتابع قائلاً: “لم نشاهد في الفيديو أي جسم يسقط من السماء على الحاويات، ولكن على الأرض؛ حيث يمكن لجهاز تفجير صغير جداً أن يتسبب في إشعال الحريق”.
شحنة وقود صاروخي
ولم تتوفر سوى تفاصيل قليلة حول السبب في اشتعال الحريق، لكن شركة أمنية بريطانية، تعمل في مجال إدارة المخاطر البحرية، الأحد، ذكرت أن شحنة من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار الضخم الذي شهده ميناء بندر عباس.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن شركة “أمبري” الأمنية المتخصصة، ويقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، قولها إن الميناء استقبل شحنة من مادة الوقود الصاروخي الكيماوية في مارس من الصين.
وفي أول رد فعل الأحد، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، الجنرال رضا طالعي، التقارير التي تحدثت عن استيراد وقود صواريخ عبر الميناء.
وقال طالعي، في اتصال هاتفي مع التلفزيون الرسمي: “لم يتم، ولا يتم، استيراد أو تصدير أي شحنة وقود أو مواد ذات تطبيقات عسكرية عبر الميناء”. ووصف التقارير الأجنبية بشأن وقود الصواريخ بأنها “لا أساس لها”.
وتظهر بيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة “أسوشيتد برس” أن إحدى السفن المشتبه بحملها المادة الكيميائية كانت في المنطقة في مارس، كما ذكرت “أمبري”. ولم تعترف إيران رسمياً بتسلّم الشحنة.
ولا يزال من غير الواضح سبب عدم نقل إيران لهذه المواد الكيميائية من الميناء، خاصةً بعد انفجار ميناء بيروت عام 2020، الذي نتج عن اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، مما أودى بحياة أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين.
ويقع ميناء رجائي في محافظة هرمزجان، على بعد حوالي 1050 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، على مضيق هرمز، وهو الممر الضيق الذي يمر عبره 20٪ من النفط المتداول عالمياً.